رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

السلالات المختلفة لـ «كورونا» ليست جديدة.. الفيروس تسبب في وفاة 140 ألف شخص على مستوى العالم.. و13 دولة بالمنطقة أبلغت عن حالات إصابة متحورة.. و3 لقاحات فقط اعتمدتها منظمة الصحة العالمية 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مفاجأة جديدة كشفها محققون من منظمة الصحة العالمية، التي ضمت 17 عالما من المنظمة و17 آخرين من الصين، وهم يبحثون في أصول فيروس كورونا بالصين، فقد وجدوا علامات تدل على أن تفشي الفيروس كان أوسع بكثير في ووهان في ديسمبر 2019 مما كان يعتقد سابقا. المحقق الرئيسي لبعثة منظمة الصحة العالمية، بيتر بن امباريك، قال في مقابلة أجرتها معه شبكة CNN، إن البعثة وجدت عدة علامات على انتشار على نطاق أوسع، بما في ذلك المنشأ الأول حيث كان هناك أكثر من 12 سلالة من الفيروس في ووهان بالفعل. فريق منظمة الصحة العالمية تحدث إلى أول مريض قال المسؤولون الصينيون إنه أصيب في 8 ديسمبر، وهو عامل مكتب في الأربعينات من العمر، وليس لديه سجل سفر ملحوظ، كما قدم العلماء الصينيين للفريق 174 حالة إصابة بفيروس كورونا في ووهان وحولها في ديسمبر 2019، وهو ما "يعني أن المرض قد أصاب ما يقدر بأكثر من 1000 شخص في ووهان" في ذلك الشهر.

اقرأ أيضًا:الوضع لا يزال حرجا.. «الصحة العالمية»: الفيروس استنفز أقصى طاقاتنا

وتعتبر التغييرات في التركيب الجيني للفيروس شائعة وغير ضارة في العادة، وتحدث بمرور الوقت مع انتقال المرض وتكاثره بين البشر أو الحيوانات. ورفض امباريك استخلاص استنتاجات حول ما يمكن أن تعنيه السلالات الـ13 لتاريخ المرض قبل ديسمبر. لكن اكتشاف العديد من المتغيرات المحتملة المختلفة للفيروس قد يشير إلى أنه كان ينتشر لفترة أطول من ذلك الشهر فقط، كما ذكر بعض علماء الفيروسات سابقا أنه من المحتمل أن تكون هذه المادة الوراثية أول دليل مادي يظهر دوليا لدعم مثل هذه الفرضية. وقال امباريك إن فريق منظمة الصحة العالمية يأمل في العودة إلى ووهان في الأشهر اللاحقة لمواصلة تحقيقاته، رغم أنه لم يتمكن من تقديم مواعيد محددة لرحلة مؤكدة. وأكد الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، أنه مع مرور أكثر من عام منذ الإبلاغ عن أول حالة إصابة بمرض كوفيد-19 في الإقليم، ولا يزال الوضع حرجًا، فأُصيب بالمرض ما يقرب من 6 ملايين شخص، وتُوفي نحو 140 ألف شخص. وأوضح أن النظم الصحية تعاني باستمرار من ويلات الحرب والكوارث الطبيعية وفاشيات الأمراض، مضيفًا: "هذا الفيروس استنفز أقصى طاقاتنا".

اقرأ أيضًا:ما مدى فعالية لقاحات كورونا بعد تحوره؟.. «الصحة العالمية» تجيب

وعن كلمة مناعة القطيع تم تداولها الفترة الماضية، علق المنظري، موضحًا أنها تعنى وصول العدوى لــ70% من السكان، ولكن هذا المصطلح لا ينطبق على الوضع الراهن. وأكد أن هناك استقرارًا في عدد الحالات بوجه عام، لكن عدة بلدان ما زالت تُبلغ عن زيادات تبعث على القلق، وتُسجِّل عدة بلدان في الخليج زياداتٍ جديدةً في الحالات، وفي لبنان وصلت وحدات الرعاية المكثفة في بعض المستشفيات إلى 100% من طاقتها الاستيعابية، ما أدى إلى علاج المرضى في أجنحةٍ بمستشفيات أخرى أو في أماكن فارغة أخرى. وعن تحورات الفيروس في المنطقة، قال المنظري، إن 13 دولة بالمنطقة أبلغت عن حالات إصابة بنسخة متحورة واحدة على الأقل من التحورات الثلاثة الجديدة للفيروس، التي أُبلِغ عنها عالميًّا، ومنها التي قد تكون معدلات سريانها أعلى. وأوضح أن بعض التحورات الجديدة: ترتبط بزيادة العدوى، ويمكن أن تؤدي إلى زيادة في الحالات وارتفاع معدلات دخول المستشفيات، وهو ما يحعلنا نشعر بالقلق إزاء هذه التحورات. وأكد أن ظهور هذه التحورات يثير تساؤلاتٍ عن التأثير المحتمل للقاحات في مواجهة هذه التحورات، موضحًا أنه يمكن أن تؤثر الطفرات على الاستجابة للقاحات. وتابع: علينا أن نستعد لتكييف اللقاحات حتى تظل فعالة، مشيرًا إلى أن هذا الوضعُ يسلط الضوءَ على ضرورة تطعيم أكبر عدد ممكن من الأفراد قبل أن يتعرضوا للتحورات الجديدة للفيروس. وقد أُعطي حتى اليوم أكثر من 6.3 ملايين جرعة من لقاحات كوفيد-19 إلى الناس في 12 بلدًا من بلدان الإقليم. وأوضح أن أن الدفعة الأولى من اللقاحات، التي توفرت من خلال مرفق كوفاكس، ستصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وتونس في الأسابيع المقبلة، ومن المتوقع أن تحصل البلدان العشرون الباقية في إقليمنا على ما يقدَّر بنحو 46 إلى 56 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا/أكسفورد من مرفق كوفاكس خلال النصف الأول من هذا العام. من جانبه، قال الدكتور عبدالناصر أبوبكر رئيس برنامج إدارة أخطار العدوى بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إن المنظمة اعتمدت 3 لقاحات فقط ضد كورونا حتى الآن، وهم فايزر ومودرنا واسترازينكا، أما لقاح سبوتنيك الروسي فلم يتم اعتماده حتى الآن للاستخدام الطارئ. وعن عدم مأمونية لقاح استرازنيكا لما فوق ال 65 عاما، قال أبوبكر إن المنظمة راجعت مأمونية اللقاح، وهو آمن لكبار السن فوق ال 65 عاما، مطالبا كل دولة تعطي أي لقاح لمواطنيها، بمراقبة الحالة الصحية لهم بعد التطعيم، وإبلاغ المنظمة بأي تطورات بعد تلقي اللقاح. وتابع: بالنسبة للنساء الحوامل لا يفضل تطعيمهم بلقاح كورونا بشكل عام، ولكن إذا كان عدم التطعيم سيتسبب في مشاكل صحية شديدة لهم يمكن تطعيمهم باللقاح، موضحا أن السلالات الجديدة قد تكون أسرع في الانتشار، وأن البلدان التي خططت للحصول على اللقاح، وقامت بتطعيم مواطنيها، انخفضت نسبة الإصابات بها خلال الفترة الحالية.

اقرأ أيضًا:50 مليون جرعة لقاح كورونا لشرق المتوسط خلال 3 أشهر

وقالت منظمة الصحة العالمية، إنها لا تزال تشهد توزيعًا غير عادل للقاحات كورنا الجاري نشرها في جميع أنحاء العالم، مؤكدًا أن المنظمة أوصت بإعطاء الأولوية لتطعيم العاملين الصحيين وكبار السن في جميع البلدان خلال الأيام المائة الأولى من العام. واعتبرت المنظمة أن اللقاحات نقلةً نوعيةً هائلةً في التصدِّي للجائحة، إلا أنها وحدها غير كافية، وشددت منظمة الصحة العالمية، على أنه ينبغي أن تحصل الفئات المستضعفة على الدعم أولًا. وحثث على الالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية الركيزةَ الأساسية التي تقوم عليها الاستجابة من أجل وقف انتقال المرض وإنقاذ الأرواح، للحيلولة دون إنهاك النظم الصحية المُثقَلة بالأعباء أصلًا. وتدابير الصحة العامة هذه التي ثبتت فعاليتها يمكن أن تحد أيضًا من احتمال ظهور تحورات أكثر خطورة من الفيروس. وقالت إن هذه التدابير تتضمن ترصُّد الأمراض، والفحوص المختبرية، وعزل جميع الحالات وعلاجها، والحجر الصحي وتتبُّع المخالطين. وارتداء الكمامات، والتباعد البدني، وممارسات النظافة الجيدة، وتجنُّب التجمعات الجماهيرية، وكلها تدابير لا تزال تتسم اليوم بالقدر نفسه من الأهمية التي اتسمت بها في جميع الأوقات أثناء الجائحة. وأكدت المنظمة أن البلدان التي حققت النجاح الأكبر في الاستجابة للجائحة قد طبقت هذه التدابير على نطاق واسع، وأن التقدُّم نحو إنهاء جائحة كوفيد-19 يسير في الاتجاه الصحيح. ولكن لن يتحقق ذلك إلا بمواصلة الجهود التي تبذلها كل الشعوب وجميع الحكومات.

تم نسخ الرابط